كلنا يعلم ما للصلاة من منزلة في ديننا الحنيف فهي عماده؛ وأول ما أوجبه الله تعالى من العبادات وأول ما يحاسب عليه العبد ؛ وهي آخر ما يُفقد من الدين طبقاً لما أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام عند مفارقته الدنيا بقوله: ( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضاً الحكم، وآخرهن الصلاة) ؛ وذكرت الصلاة في آي القرآن الكريم في مواضع عدة مقرونة بالذكر والصبر والنسك والبر؛ كما أُمرْنا بالمحافظة عليها في جميع أحوالنا، وأعدّ الحق سبحانه وتعالى لمن ضيعها بالتفريط أو التهاون ما أعد من العقاب.
والسؤال: هل نحن نضع الصلاة في منزلتها ومكانتها الحقيقية من أنفسنا وفي حياتنا؟ وِلم لا ننهض بصلاتنا ونسعى للتقدم لإتقان أدائها؟ لم لا نضع خطة لتحسين صلاتنا ونجعل ذلك نقطة البداية لبرنامج إصلاحي لأنفسنا وأعمالنا؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله ) .
إليكم هذه الخطوات كبداية للانطلاق في مشروعنا " انهض بصلاتك " :
في كل خطوة لديك نقطة البداية، أما المراحل التالية حتى القمة فيمكنك أن تحددها بنفسك وحسب همتك.
احرص على أداء جميع الصلوات في وقتها.
وتذكر دائماً ( أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها ) واعلم أنك تزداد إيماناً بحفاظك على أوقات الصلاة لأن { الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } .
تخيل لو أن ذا منصب دعاك لتلقاه فهل ستتأخر عن تلبية الدعوة لأي سبب كان؟
وتخيل لو أنك دعيت منه مرة وتأخرت فوجه إليك دعوة ثانية فهل ستتأخر عن تلبية الدعوة الثانية مهما تكن الأسباب؟ وكيف هو حالك وقد لبيت من المرة الثانية؟ (ولله المثل الأعلى) فما بالك بملك الملوك وخالق الأرض والسماوات وذي الملكوت يدعوك لملاقاته جل وعلا في الأذان للصلاة، فلا تتحرك فيوجه إليك دعوة أخرى، وهذا من كرمه ورحمته بنا، في الإقامة للصلاة لتلقاه في بيته سبحانه وتعالى. أفلا تتحرك إذن بعد الدعوة الثانية؟!
نقطة البداية : الحد الأعلى للتأخر عن القيام لأداء الصلاة هو الوقت ما بين الأذان والإقامة.
ضع في حسبانك : إن ما في يدك ليس أهم من تلبية النداء.. فـ " الله أكبر " فمن مكّنك من العمل فيما بين يديك قادر على أن يفشله، وفي نفس الوقت قادر على أن يكلله بالفلاح فحيّ على الصلاة ولا تظنن أنها ستؤخرك بل تأخيرك لها هو الذي سيحرمك الفلاح والتوفيق والنجاح.
احرص على الوضوء طوال يومك
كن دوماً على طهارة ونقطة البداية في هذا الأمر قاعدتان: "لا تخرج من دورة المياه إلا وأنت على وضوء " ، " لا تخرج من بيتك إلا على وضوء ". وبعدها تقدم لنقطة أعلى وهي " لا تنم إلا على وضوء ". وهكذا تقدم من نقطة لأخرى حتى تصل إلى القمة " دائما على طهارة " .
راجع ما تحفظ من القرآن أو احفظ جديداً من خلال الصلاة
كثير منا لضيق الوقت يصلي وحتى لا تستغرق صلاته الكثير من الدقائق يقرأ بقصار السور